الأحد، 27 نوفمبر 2016

السلطان العثماني

السلطان العثماني سليمان القانوني حفيد السلطان محمد الفاتح فاتح القسطنطينية (اسطنبول )
اعظم سلاطين ال عثمان الذي وضع شارة المكنسة على عمامته كرمز يدل على انه  كناس لبيت الله الحرام ويتشرف بخدمته للحرمين (1). وسر العمامة الكبيرة على راس السلطان انها كفنه يحمله على راسه ، شحذا للهمم واثارة للحماسة في نفوس جنوده . حيث لايدري في اي مكان وهو يجاهد  تدركه المنية !!
 استطاع سليمان القانوني ان يكنس الصفويين من العراق  ، ومن ايران واستولى على ايران الا اجزاء منها واتسعت  الدولة العثمانية في زمنه لتصل الى الصومال  واليمن جنوبا ولتشمل دول البلقان فدخلت اليونان والبوسنة والهرسك وكوسوفو ويوغسلافيا والمجر والجيك ضمن ولايات الدولة العثمانية  وحاصر فيينا مرتين ..  واصبح البحر المتوسط في زمنه بحيرة اسلامية .  
و سليمان القانوني  هو ابن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغرل .ولد سنة 6 نوفمبر 1494 الموافق ( 900 هـ)ويُعرف في الغرب بسليمان العظيم، وهو أحد أشهر السلاطين العثمانيين، حكم مدَّة 48 عامًا؛ منذ عام 926هـ، وبذلك يكون صاحب أطول فترة حُكْم بين السلاطين العثمانيين.
  وبلغت في أثنائها الدولة قمَّة درجات القوَّة والسلطان؛ حيث اتسعت أرجاؤها على نحوٍ لم تشهده من قبلُ، وبسطت سلطانها على كثير من دول العالم في قاراته الثلاث، وامتدَّت هيبتُها فشملت العالم كلَّه، وصارت سيدة العالم؛ تخطبُ ودَّهَا الدول والممالك .
  تولَّى السلطان سليمان القانوني الخلافة بعد موت والده السلطان سليم الأول في (    1520م)، وبدأ في مباشرة أمور الدولة، وتوجيه سياستها، وكان يستهلُّ خطاباته بالآية الكريمة: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [النمل: 30]،
ففي الفترة الأولى من حكمه نجح في بسط هيبة الدولة، والضرب على أيدي الخارجين عليها من الولاة الطامحين إلى الاستقلال، معتقدين أن صغر سنِّ السلطان -الذي كان في السادسة والعشرين من عمره- فرصة سانحة لتحقيق أحلامهم، لكن فاجأتهم عزيمة السلطان القويَّة التي لا تلين، فقضى على تمرُّد جان بردي الغزالي في الشام، وأحمد باشا في مصر، وقلندر جلبي في منطقتي قونية ومرعش؛ الذي كان شيعيًّا، وقد جمع حوله نحو ثلاثين ألفًا من الأتباع للثورة على الدولة.
     وبعد سنة واحدة من ولايته استولى على بلغراد سنة (927هـ= 1521م)، وحاصر فيينا سنة (935هـ= 1529م)؛ وأعاد الكَرَّة مرَّة أخرىولكنه لم يُفلح في دخولها  ، وضمَّ إلى دولته أجزاءً من المجر بما فيها عاصمتها بودابست، وجعلها ولاية عثمانية.
وفي آسيا قام السلطان سليمان بثلاث حملات كبرى ضد الدولة الصفوية؛ ابتدأت من سنة (  1534م)، وهي الحملة الأولى التي نجحت في ضمِّ العراق إلى سيطرة الدولة العثمانية، وفي الحملة الثانية سنة (  1548م) أُضيف إلى أملاك الدولة تبريز، وقلعتا: وان وأريوان، وأمَّا الحملة الثالثة فقد كانت سنة (  1555م) وأجبرت الشاه طهماسب على الصُّلح وأحقية العثمانيين في كلّ من أريوان وتبريز وشرق الأناضول.
وطرد البرتغاليين من جنوب الجزيرة فاستولى  على قلعة تعز سنة (  1546م)، ودخلت في عهده عُمَان والأحساء وقطر ضمن نفوذ الخلافة العثمانية
وفي إفريقيا دخلت ليبيا، والقسم الأعظم من تونس، وإريتريا، وجيبوتي، والصومال ضمن نفوذ الخلافة العثمانية.
كانت البحرية العثمانية قد نمت نموًّا كبيرًا  وصلت الى  سواحل إسبانيا  ،  وإنقاذ آلاف من المسلمين في إسبانيا؛ فقام في سنة (  1529م) بسبع رحلات إلى السواحل الإسبانية لنقل سبعين ألف مسلم من قبضة الحكومة الإسبانية.ومحاكم التفتيش .
  في عهده تنازلت فرنسا عن ميناء طولون الفرنسي  للإدارة العثمانية، وتحوَّل الميناء الحربي لفرنسا إلى قاعدة حربية إسلامية للدولة العثمانية في غرب البحر الموسط.
  وأخرج  البرتغاليين من مياه البحر الأحمر، واستولى على سواحل الحبشة؛ وهو ما أدَّى إلى انتعاش حركة التجارة بين آسيا والغرب عن طريق البلاد الإسلامية.
كان السلطان سليمان القانوني شاعرًا له ذوق فني رفيع، وخطَّاطًا يُجيد الكتابة، ومُلمًّا بعدد من اللغات الشرقية من بينها العربية،  ، مغرمًا بالبناء والتشييد، فظهر أثر ذلك في دولته، فأنفق بسخاء على المنشآت الكبرى؛ فشيَّد المعاقل والحصون في رودس وبلجراد وبودا، وأنشأ المساجد والصهاريج والقناطر في شتَّى أنحاء الدولة، وبخاصة في دمشق ومكَّة وبغداد، بالإضافة إلى ما أنشأه في عاصمته من روائع العمارة.
ويُؤَكِّد الباحث جمال الدين فالح الكيلاني -باحث عراقي متخصص في الدراسات التاريخية- أن عصر السلطان سليمان القانوني يُعتبر العصر الذهبي للدولة العثمانية؛ حيث كانت الدولة الأقوى في العالم والمسيطرة على البحر الأبيض المتوسط.
وظهر في عصره أشهر المهندسين المعماريين في التاريخ الإسلامي؛ كالمهندس سنان باشا؛   ويُعَدُّ مسجد سليمان القانوني أو جامع السليمانية في إسطنبول -الذي بناه للسلطان سليمان في سنة (964هـ= 1557م)- من أشهر الأعمال المعمارية في التاريخ الإسلامي.
  ولمع في هذا العصر عدد من الخطَّاطين العظام؛ يأتي في مُقَدِّمتهم حسن أفندي جلبي القره حصاري؛ الذي كتب خطوط جامع السليمانية، وأستاذه أحمد بن قره حصاري، وله مصحف بخطِّه، وهو يُعَدُّ من روائع الخطِّ العربي والفنِّ الرفيع، وهو محفوظ بمتحف «طوبي قابي».
وظهر في عهد السلطان سليمان عدد من العلماء في مقدمتهم: أبو السعود أفندي؛ صاحب التفسير المعروف باسم: «إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم».
  الذي اشتهر به السلطان سليمان القانوني واقترن باسمه هو وضعه للقوانين التي تُنَظِّم الحياة في دولته الكبيرة؛ هذه القوانين وضعها مع شيخ الإسلام أبو السعود أفندي، وراعى فيها الظروف الخاصة لأقطار دولته، وحرص على أن تَتَّفق مع الشريعة الإسلامية والقواعد العرفية، وقد ظلَّت هذه القوانين -التي عُرفت باسم «قانون نامه سلطان سليمان»؛ أي دستور السلطان سليمان- تُطَبَّق حتى مطلع القرن الثالث عشر الهجري الموافق التاسع عشر الميلادي.
ولم يكن عهد سليمان القانوني العهد الذي بلغت فيه الدولة أقصى حدود لها من الاتساع، وإنما هو العهد الذي تمَّت فيه إدارة أعظم دولة بأرقى نظام إداري.
  وفي أواخر أيام السلطان سليمان أصابه مرض النِّقْرِس، فكان لا يستطيع ركوب الخيل؛ ولكنه كان يتحامل –رحمه الله- إظهارًا للقوَّة أمام أعدائه، وقد بلغ السلطان سليمان القانوني من العمر 74 عامًا، ومع ذلك عندما علم بأن ملك الهايسبرج أغار على ثغر من ثغور المسلمين؛ قام السلطان سليمان القانوني للجهاد من فوره، ومع أنه كان يتألَّم من شدَّة المرض، فإنَّه قاد الجيش بنفسه، وخرج على رأس جيش عرمرم في (  29 من أبريل 1566م)، ووصل إلى مدينة سيكتوار المجرية، وكانت من أعظم القلاع المجرية وكانت مشحونة بالبارود والمدافع،  وقد نصح بعدم الخروج لعلَّة النِّقْرِس التي به. فكان جواب السلطان سليمان الذي خلده له التاريخ: «أحب أن أموت غازيًا في سبيل الله».
 وخرج بالفعل وما كان يستطيع أن يمتطي جواده؛ ، فكان يُحْمَل في عربة؛ حتى حاصر المدينة   وفي أقلَّ من أسبوعين احتلَّ معاقلها الأمامية، وبدأ القتال واشتدَّ النزال، وكان أصعب قتال واجهه المسلمون؛ لمتانة الأسوار، وضراوة المسيحيين في الدفاع عن حصنهم.
واستمرَّ القتال والحصار قرابة 5 شهور كاملة  وهنا اشتدَّ مرض السلطان، وشعر بدنوِّ الأجل، فأخذ يتضرَّع إلى الله تعالى، ويقول: «يا رب العالمين؛ افتح على عبادك المسلمين، وانصرهم، وأضرم النار على الكفار».
فاستجاب الله دعاء السلطان سليمان، فأصاب أحدُ مدافع المسلمين خزانة البارود في الحصن، فكان انفجارًا مهولًا، فأخذت جانبًا كبيرًا من القلعة فرفعته إلى عنان السماء، وهجم المسلمون على القلعة، وفُتحت القلعة، ورُفعت الراية السليمانية على أعلى مكان من القلعة.
وعند وصول خبر الفتح للسلطان فرِح، وحمد الله على هذه النعمة العظيمة، وقال: «الآن طاب الموت  فتوفي غازيا في  5 من سبتمبر 1566م). وقد اوصى ان تخرج يده من كفنه عند التشييع حتى يتذكر الناس انه مهما ملك الانسان من الدنيا فسيخرج منها فارغ اليدين .
وأخفى الوزير محمد باشا نبأ وفاة السلطان؛ حتى أرسل لولي عهده السلطان سليم الثاني، فجاء وتَسَلَّم مقاليد السلطنة   ثم دخل إسطنبول ومعه جثمان أبيه الشهيد، وكان يومًا مشهودًا لم يُرى مثله  الا في جنازة محمد الفاتح وبايزيد ،ودَقَّت أجراس الكنائس فرحًا بموته  .(1)
  لم ينته الحقد بموته الى يومنا هذا فقداخرج  الملحدون والماسونيون قبل سنوات مسلسلا تحت عنوان حريم السلطان ملئ بالاكاذيب وتزييف الحقائق، حقدا على رمز من رموز الامة الاسلامية للنيل منه وتشويه سمعته .. ضل سعيهم وخاب جهدهم. فتركيا السلجوقية  العثمانية  مازالت ولادة للعظماء من قادة المسلمين فالنورسي وعدنان مندرس واربكان واردوغان لم يولدوا من فراغ فحين تخلى العرب عن قيادة الامة ولى الله غيرهم تصديقا لوعده : (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ).. سورة محمد : (38)    والحاضر شاهد على ذلك .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصارت المكنسة السليمانية هذه شعارا للقضاة والعلماء والعامة اقتداء بالسلطان وبقيت الى وقت متاخر في الطرابيش التي يلبسها العلماء الى يومنا هذا  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق